القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
شرح كتاب الآجرومية
98033 مشاهدة
من وإلى

...............................................................................


فالحرف الأول: مِنْ، ولها معانٍ كثيرة، ومن أشهرها: الابتداء.
والحرف الثاني: إلى، ولها أيضا معانٍ، ومنها: الانتهاء.
فإذا قلت مثلا: سافرت من الرياض إلى المدينة فإن الحرف الأول مِنْ، دخل على الرياض فأصبح مجرورا، والحرف الثاني: إلى دخل على المدينة فأصبحت مجرورة، من الرياض إلى المدينة .
وتقول في سافرت: سافر فعل ماض، والتاء فاعل، تاء المتكلم مبنية على الضم, محلها الرفع على أنها فاعل سافر، تقدير الضمير الفاعل: أنا، ومن الرياض من حرف جر، والرياض اسم مجرور بمن، علامة جره الكسرة الظاهرة في آخره، إلى المدينة إلى: حرف جر، والمدينة اسم مجرور بإلى علامة جره الكسرة الظاهرة في آخره، فنستفيد من كلمة من الرياض أن مِنْ حرف جر، وأنها دخلت على الاسم، أنها لا تدخل إلا على الاسم، فـ الرياض اسم دخلت عليه، وحَكَمْنَا عليه بأنه مجرور، ونستفيد أن مِنْ دلت على معنى، وهو: الابتداء؛ لأن ابتداء المسير من الرياض كأنك قلت: ابتدأت من الرياض فتدل على معنى وهو الابتداء، وإلى المدينة أفادتنا ثلاثة أشياء، اسمية مدخولها، والحكم عليه بالجر، وأمرا معنويا، وهو الانتهاء، يعني: أفادت أن السير انتهى، أو السفر انتهى إلى المدينة فـ( إلى) تدل على الانتهاء.
لو قلت مثلا: قرأت القرآن مِنْ فاتحته إلى خاتمته، فمن: حرف جر، وفاتحته اسم مجرور بمن، وخاتمته اسم بمجرور بإلى، فدلت مِنْ على الابتداء: أن ابتداء القرآن القراءة من الفاتحة، و( إلى) دلت على الانتهاء، أن انتهاءك إلى خاتمته، وهكذا لو قرأت بعضه، قلت مثلا: قرأت مِنْ البقرة إلى المائدة، مِنْ تدل على الابتداء، وإلى تدل على الانتهاء.