لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. logo إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده
shape
شرح كتاب الآجرومية
141956 مشاهدة print word pdf
line-top
من وإلى

...............................................................................


فالحرف الأول: مِنْ، ولها معانٍ كثيرة، ومن أشهرها: الابتداء.
والحرف الثاني: إلى، ولها أيضا معانٍ، ومنها: الانتهاء.
فإذا قلت مثلا: سافرت من الرياض إلى المدينة فإن الحرف الأول مِنْ، دخل على الرياض فأصبح مجرورا، والحرف الثاني: إلى دخل على المدينة فأصبحت مجرورة، من الرياض إلى المدينة .
وتقول في سافرت: سافر فعل ماض، والتاء فاعل، تاء المتكلم مبنية على الضم, محلها الرفع على أنها فاعل سافر، تقدير الضمير الفاعل: أنا، ومن الرياض من حرف جر، والرياض اسم مجرور بمن، علامة جره الكسرة الظاهرة في آخره، إلى المدينة إلى: حرف جر، والمدينة اسم مجرور بإلى علامة جره الكسرة الظاهرة في آخره، فنستفيد من كلمة من الرياض أن مِنْ حرف جر، وأنها دخلت على الاسم، أنها لا تدخل إلا على الاسم، فـ الرياض اسم دخلت عليه، وحَكَمْنَا عليه بأنه مجرور، ونستفيد أن مِنْ دلت على معنى، وهو: الابتداء؛ لأن ابتداء المسير من الرياض كأنك قلت: ابتدأت من الرياض فتدل على معنى وهو الابتداء، وإلى المدينة أفادتنا ثلاثة أشياء، اسمية مدخولها، والحكم عليه بالجر، وأمرا معنويا، وهو الانتهاء، يعني: أفادت أن السير انتهى، أو السفر انتهى إلى المدينة فـ( إلى) تدل على الانتهاء.
لو قلت مثلا: قرأت القرآن مِنْ فاتحته إلى خاتمته، فمن: حرف جر، وفاتحته اسم مجرور بمن، وخاتمته اسم بمجرور بإلى، فدلت مِنْ على الابتداء: أن ابتداء القرآن القراءة من الفاتحة، و( إلى) دلت على الانتهاء، أن انتهاءك إلى خاتمته، وهكذا لو قرأت بعضه، قلت مثلا: قرأت مِنْ البقرة إلى المائدة، مِنْ تدل على الابتداء، وإلى تدل على الانتهاء.

line-bottom