عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) logo تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه
shape
شرح كتاب الآجرومية
159052 مشاهدة print word pdf
line-top
من وإلى

...............................................................................


فالحرف الأول: مِنْ، ولها معانٍ كثيرة، ومن أشهرها: الابتداء.
والحرف الثاني: إلى، ولها أيضا معانٍ، ومنها: الانتهاء.
فإذا قلت مثلا: سافرت من الرياض إلى المدينة فإن الحرف الأول مِنْ، دخل على الرياض فأصبح مجرورا، والحرف الثاني: إلى دخل على المدينة فأصبحت مجرورة، من الرياض إلى المدينة .
وتقول في سافرت: سافر فعل ماض، والتاء فاعل، تاء المتكلم مبنية على الضم, محلها الرفع على أنها فاعل سافر، تقدير الضمير الفاعل: أنا، ومن الرياض من حرف جر، والرياض اسم مجرور بمن، علامة جره الكسرة الظاهرة في آخره، إلى المدينة إلى: حرف جر، والمدينة اسم مجرور بإلى علامة جره الكسرة الظاهرة في آخره، فنستفيد من كلمة من الرياض أن مِنْ حرف جر، وأنها دخلت على الاسم، أنها لا تدخل إلا على الاسم، فـ الرياض اسم دخلت عليه، وحَكَمْنَا عليه بأنه مجرور، ونستفيد أن مِنْ دلت على معنى، وهو: الابتداء؛ لأن ابتداء المسير من الرياض كأنك قلت: ابتدأت من الرياض فتدل على معنى وهو الابتداء، وإلى المدينة أفادتنا ثلاثة أشياء، اسمية مدخولها، والحكم عليه بالجر، وأمرا معنويا، وهو الانتهاء، يعني: أفادت أن السير انتهى، أو السفر انتهى إلى المدينة فـ( إلى) تدل على الانتهاء.
لو قلت مثلا: قرأت القرآن مِنْ فاتحته إلى خاتمته، فمن: حرف جر، وفاتحته اسم مجرور بمن، وخاتمته اسم بمجرور بإلى، فدلت مِنْ على الابتداء: أن ابتداء القرآن القراءة من الفاتحة، و( إلى) دلت على الانتهاء، أن انتهاءك إلى خاتمته، وهكذا لو قرأت بعضه، قلت مثلا: قرأت مِنْ البقرة إلى المائدة، مِنْ تدل على الابتداء، وإلى تدل على الانتهاء.

line-bottom